مابين اللبس أو التأويل … قضيتنا فلسطين (١)

بقلم.. دكتور. أحمد علي صيام
عضو المكتب الفنى لرئيس قطاع المعاهد الأزهرية

إنّ قطّاع غزّة الصّامد، هو قصّة الخير التي تُرخي بظلالها على قلوبنا، فلا بدّ للظلام أن يُمحى يومًا من الأيّام، ولا بدّ لليل الاستعمار من الذّهاب إلى مزابل التّاريخ يومًا من الأيّام.
عار على العالم كله وهو يرى شعباً تُمارس عليه سياسات التجويع والقتل المنظم، 90 في المئة ممن يعيش في غزة تحت خط الفقر…لا ماء… هل جرب أحد أن يعيش يومه بلا ماء؟، ويحل الشتاء القارس وهم بلا كهرباء لا وقود لا تدفئة، والهجمات العسكرية الشرسة المتوالية على شعبنا فى قطاع غزة والابادة المستمرة بلا توقف لماذا؟ من أجل تحقيق أهداف واضحة المعالم، وأهمها استكمال تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد الذي تكون فيه الغلبة للكيان الصهيوني ليصبح هو القوة الكبرى، وفرض التطبيع على كافة الدول العربية، وتصفية القضية الفلسطينية الحقيقية الأصيلة، ولا يهم أن يموت الآلاف من الأطفال والمدنيين، ولا يهم أن تقصف المدارس والمستشفيات بمن فيها من أطفال ومعلمين ومرضى وممرضين، ولا يهم أن تنزل القنابل على رؤوس المصلين وهم راكعون لله وحده، ولا يهم أن تضرب مباني «الاونرا»، ولا يهم استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمسعفين، ولا يهم قتل الصحافيين والإعلاميين، كل تلك الجرائم تقترف بدم بارد من أجل تحقيق هذه الأهداف.
وحديث الرئيس السيسي،خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع المستشار الألماني، حملت رسائل قوية وحاسمة، تؤكد رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية، أو المساس بالأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن إصرار الاحتلال على دفع سكان غزة إلى اللجوء والهجرة إلى مصر جريمة جديدة لا يمكن أن تسمح بها الدولة المصرية.
وقد فضح حديث رئيس الجمهورية السيسي مخطط الصهاينة مع الغرب، وكلمات القيادة السياسية واضحة لا تحتمل اللبس أو التأويل وتعني انه حال استمرار الضغط على الشعب الفلسطيني لتهجيره إلى سيناء ، سيكون هناك تفويض ومطلب شعبي من قلب ميادين مصر بالرد على الأرض وستكون مواجهة قوية لا يعلم مداها جيش الاحتلال وداعموه وستشتعل المنطقة بأكملها، لذا جدد الأزهر الشريف تحيته لصمود أبناء فلسطين العزيزة، وتقديره لتشبثهم بأرضهم الغالية، وتمسكهم بالبقاء فوق ترابها، مهما كان الثمن والتضحيات، فالأرض أمومةٌ وعِرضٌ وشرفٌ، لذا وجِّه الأزهر الشريف رسالته لأولئك المتمسكين بأرضهم أنه خيرٌ لكم أن تموتوا على أرضكم فرسانًا وأبطالًا وشهداءَ من أن تتركوها حمًى مستباحًا للمستعمرين الغاصبين، واعلموا أن في ترك أراضيكم موتًا لقضيتكم وقضيتنا وزوالها إلى الأبد
ويمكن القول بأن تلك المواقف التي توضح اهتمام الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالقضية الفلسطينية خلال عام ٢٠٢٣م، تعد امتدادًا لتاريخ أزهري طويل من الدعم والمساندة والتذكير بحقوق الشعب الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى للعرب والمسلمين، وتأكيدًا على كون تلك القضية وكافة تطوراتها هي محل رصد ومتابعة دقيقة ودائمة من فضيلة الإمام الأكبر؛ وذلك انطلاقًا من المسئولية التاريخية والدينية التي يحملها الأزهر الشريف تجاه تلك القضية العادلة والمنصفة إلى أن يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
لذا مصر برهنت بكل الأدلة عن عقيدتها الداعمة للحق الفلسطيني والشعب المصري يصطف خلف قرارات الرئيس السيسي،وإنه يجب إدراك أن اللحظة الراهنة تفي اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة داخليًا وخارجيًا؛ لحفظ استقرار أمننا القومي، وسلامة أراضينا، وحماية أرض سيناء المباركة، وعدم تحويلها لمسرح حرب وقبل الختام اذكركم بكلمات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس ٢٠١٨
بأن عاقبة الغاصب معروفة.. ونهاية الظَّالم وإن طالَت مَعْلُومة.. واسألوا التاريخ..
#وللحديث_بقية

Related posts

Leave a Comment